-انت مبسوط..؟
-….ماذا تعني هذه الكلمة؟
-يعني فرحان؟
-أشعر بشئ لم أشعر بمثله
كأنني عدتُ طفلاً صغيراً ،او ذهبتُ لعالم مختلف لا يوجد به سوى عيناكِ……أحيانا أخري أشعر أنني بحلم جميل ويُقلقني الأستيقاظ منه ولا أراكِ
ماذا عنكِ؟
-اي؟
-هل أنتِ……مسبوطة؟
-مسبوطة ازاي يعني..؟لا كده كتير عليا والله كنكا وعديناها أنما اي مسبوطة دي يا سليمان
-أتعلمين ؟ أشعر بأسمي عندما تُناديني به ،كأنني الرجل الوحيد يمتلك هذا الأسم
-وأنا كمان
-أنتِ ماذا؟
-مسبوطة
ضحكوا سوا كتير
سكتت ضحى وحست أنه الوقت المناسب أنها تصارحه اول ما جات تتكلم لقيته فجأة بدأ يكح بشكل مبالغ فيه وبطريقة صعبة
حاولت تهديه لغاية ما بدا يخرج من فمه كمية دم كبيرة جدا
التلج الابيض أتوحل الاحمر حواليهم ،وشه بقى أزرق ،نفسه بياخده بصعوبة ،عيونه لونها احمر وكأنه بيطلع في الروح
فضلت حضناه وهي بتبكي من قلة حيلتها وخوفها
لما تشوف حد بتحبه بيموت قصاد عيونك بتتمني للحظة أنك تفقد الوعي وتصحى كأنك كنت بتحلم
حاولت تسنده لغاية القصر وبعدين طلعوه الحراس لاوضته
-هل توقف نزيف فمه؟
-أرجوك قل شئ لكي يهدأ قلبي علي زوجي
-أعتذر ولكن الورم أنتشر بمعظم جسده تقريبا لا أعتقد أنه سيصمد أكثر من يومين
قال جملته ومشي وقعت ضحى علي الارض منهارة
لكن منة الله بصت ليها بغضب وكأنها بتلومها وسابتها ومشيت
فضلت قاعدة علي الارض تترجى الله أنه يشفيه وأنها متفقدهوش
أفتكرت الدفتر،جريت للاوضة
دورت عليه لغاية ما لقيته
فتحته وبدأت تقرأ فيه
(أنا من كنت اللعنة
لم تكن منة الله أو مِهاد و والدتها أو حتى الناغول هم الخطر ما هم إلا أشخاص سيئين…….
أنا من كنت أكبر خطر لسُليمان
كانت عمتي محقة بشأن منة الله
كنت دائما أستغرب طريقتها وتصميمها علي زواج أبنتها من سليمان رغم صغرنا ظننتُ حينها أنها جشعة تود أن تجعل أبنتها ملكة علي عرش القسطنطينية
ولكن اسأتُ الظن بها
لم يكن ذنبها ألا أنها تعلم حقيقتي التي ولدتُ بها
كانت تعلم هي وأمي ما ولدتُ به
ولدت بلعنة قاتلة لسُليمان بألا يتزوج بفتاة غيري وان حدث وتزوجنا سيموت في زفافنا
كنت دائما أرى كلاما وكأنه محفور بجسدي “أن تزوجتيه ستقتُليه”
كنت صغيرة حينها لم أعلم ما تعني تلك الكلمات
كانت والدتي دائما تُحذرني من الأقتراب منه
عانيتُ كثيرا لأعلم السبب وأظنني علمتهُ الأن
لا أعلم من قام بالعنة كهذه وما غرضه المريض منها ،وكني متيقنة بأن يجب علي أحد من كلانا بالأبتعاد ليعيش الآخر
تأكدتُ من لعنتي يوم رجعتُ القسطنطينية بعد أعوام طويلة
لم يستطيع حينها التعرف علي منة الله
وبدأت تصرفاتهِ أن تصبح أكثر غرابة
ذهبتُ لغرفة والدتي بالقصر والتي كانت كما تركناها وكأنها تركتها للتو
نظرت إلي اشياء أمي بتمعن حتى وجدتُ كتابا مخيفا
أخذني فضولي لقرأته
كان عنوانه “أنتِ اللعنة”
كانت تلك مذكرات أمي التي دونتها لي منذ ولادتي
فتحتها وبدأت بقراءتها
……… ………. ………. ……….
بدأتُ بقراءة مذكرات أمي
والتي أصابني الخوف والحيرة بعدها
أصابني الألم والحسرة علي ما مررتُ بهِ دون علمي
(إليكِ يا أبنتي…..
لا أحد منا يختار قدره أو أهله أو عشيرته، تُفرض علينا أقداراً لا نعلم حكمتها أو مُرادها ولكن أمر الله نافذ لا فِرار منه
اليوم أتيتي لعالم شاسع ومُخيف
لا أعلم ما ينتظرك ولكن سأفعل ما أستطيع فعلهُ لحمايتكِ
اليوم أيضاً أتمم أبن عمك سُليمان عامهُ الخامس
يبدو كالملك رغم صغر سنه تبدو علي ملامحه الصغيرة الحِدة والقوة ،يثق بنفسهِ وهذا يجعله أكبر من سنه
أتمنى أن يجمعكم الله في حلاله ورعايته
ولكن لم تتحقق أمانيَ منذ اليوم الأول،شعرتُ بوغز في قلبي يؤلمني وشعور سئ يجتاح صدري لا أعلم مصدرهم
انه يومكِ الثاني في دُنيانا
زُينت القسطنطينية كلها وكأنه العيد ،الجميع سعيد ،القصر ملئ بالبهجة والفرح ،تُقرع الطبول وتزغرد جميع النساء
وكأنكِ أبنت كل فرد منهم
كانت أجواء لم أرى لها مثيل
لم أستطع وقتها التعبير عن سعادتي
كانت فرحتي بكِ كالمُسكِن لألام ولادتي لا أشعر بألم أو تعب
لبستُ ثوباً من أفضل ثياب القسطنطينية والتي لم يُصنع سواه لغيري
نظرتُ الي مُقلتيكِ كأنهما سماء أغوص بهما
برأة ملامحكِ جعلتني أنسى جحيم الدنيا وجشع البشر
كان يومكِ الاول مع البشر
كان أستقبالكِ ملئ بالبهجة والشوق
كنتِ بين يدي الجميع ،الجميع حملكِ،الجميع قبل وجنتيكِ ،الجميع أيضا دعا الله أن يجعل حياتكِ جنة من جنانهِ علي الارض
إلا أمراة واحدة كانت هيئتها غريبة ،اقتربت منكِ وهمسة بأذنك قُبض قلبي وقتها
حاولتُ الاقتراب منكِ لأرى ما يحدث ومن تكون تلك المراة
كان الحشد كبير حاولت وحاولت
حتى وصلت لكِ ولكنها لم تكن موجودة أختفت بلحظة لم أعلم إلي أين ذهب ولكنني حاولت أن اطمأن ولا أعكر صفو هذا اليوم
وظننتُ أنني بالغتُ بخوفي عليكِ فقط
ضممتُكِ لصدري بحنان، شاح نظري لطفل جميل بعينيه الحماس ليراكِ حيث أنتظر والدتكِ بحماس أكثر من أي شخص أخر هنا
أمرتهُ بالاقتراب ليستطيع رؤيتكِ بشكل أوضح
أقترب حينها سُليمان ببطء يغلبه الحماس
اشاح الغطاء عن وجهكِ ل يرى عيناكِ وكأنكم بحرين ألتقوا ،او سماء وجدت قمرها لا أدري ولكنني شعرت بتلك اللحظة أنكم أثنين قريبان جدا وبعيدان جدا أيضاً لا أدري كيف
وضعتكِ بين كفيه الصغيرين
كان يخشي أن يؤذيكي فكان يحملكِ بحذر شديد
تأملتكم للحظة حمدتُ الله حينها أنه جعل لكِ عون وحصن يحميكي
ولكن…………..بدأت يداه ترتعش بشدة حتى كاد أن يُسقطكي من يديه،أخذتك منه بسرعة ولكن ذادت رعشة يداه بل جسده بالكامل أصبح يرتعش بشكل مرعب حتى سقط دون حركة أو همس
أتى أليه أفضل أطباء القسطنطينية بل ومن خارجها أيضا
ولكن لم يتعرف أحد علي حالته ظل هكذا اسبوعين لا ندري ما يحدث معه
حتى بدأ أن يستعيد صحته تدريجياً
مرت السنين وأنتم تكبرون أمام أعيننا، لم يكن أحداً مثلكم قط
حتى أتممتي عامك الخامس في نفس اليوم الذي أتم فيه عامه العاشر
ومن تقاليدنا في ذلك الوقت أن يتم تحديد عقد قران أبنة الملك لأبن عمها منذ صغرهم وعند أتمامهم سن معين ك شئ من تعزيز العلاقات بين الأسرة المالكة ويتم الزفاف بعد بلوغ الطفلين
وبعد أنتهاء الحفل وأثناء أعلان موعد عقد القران أصابت سُليمان نفس الحالة المُريية التي أصابته منذ خمس سنوات
لم يكن طبيبا واحدا يعلم ما يصيبه ،قرر والده وقتها باطعام المساكين والفقراء بنية شفائه
حتى تفاجئنا برجل يبدو عليه مسكين جدا وكانت هيئته غريبة قليلا
أقترب منكِ وصرخ بصوت عالي بعد أن أشار بسبابته عليكي أنكِ ملعونة وسيموت سُليمان يوما بسبب لعنتكِ
أخرجوه الحراس بعيدا جدا بعد أن أصابنا الفزع والخوف من كلماته
رأيتُ بعينين أم سُليمان و والده بعض الخوف يعد كلمات ذلك الرجل الغريب
ولكنني لم أبالي لهم ولكن أنتابني الخوف إيضا،وجدتني أحدث نفسي وأتذكر ما حدث منذ خمس سنوات ،لماذا كلما أقترب منكِ أصابه شئ
شعرت بوجود شئ مخيف ومحير
حاولت تجنب أي أذى من الحدوث ولكنني كلما أبعدتُكِ عنه أقتربتُ أكثر
فتركتُ الدنيا تفعل ما تشاء بنا
بدأت علامات وكلمات غريبة بالظهور علي جسدك وكأنها محفورة بإتقان
فزعتُ أكثر وتضاعفت ضربات قلبي ،صدقت حينها كلمات ذلك الرجل، ربما أصابتكِ لعنة حقا ولكن كيف ومَن سيفعل ذلك
لم أستطع التحدث مع أحد سوى أخت زوجي والدة منة الله لم يكن لي سواها فكانت صديقتي منذ الطفولة
أخبرتها ما يحدث معكِ وما رأيتهُ علي جسدك والكلمات التي كانت تظهر وكأنها تحذير مثل “لا تقعين بحبه،سيموت عند زواجكم،انتِ اللعنة،شفائه في أبتعادك،ستعيشين بجحيم” لم تتوصل لحل حينها سوى أبعادك عن سليمان بأي طريقة كانت
فكرت بالهرب بك بعيدا ولكنني فشلت
توفت صديقتي وملجئ الوحيد دون أن أصل معها لحل ينقذني وظللتُ وحدي
حتي توفي والدكِ بعدها علمتُ حينها أنه مات مسموماً خشيت أن يصيبك مكروه لم أفكر بشئ سوى أبعادك عن اي خطر
أخذتُكِ ليلا جريتُ من القصر بأكمله كان الظلام كاحل والجو قارص البرودة ،كانت أطرافي ترتعش خوفا وبرد
حتى أصتدمت برجل لم أستطع التعرف علي ملامحه من شدة الظلام
ولكنني ميزتُ صوته فكان الرجل نفسه الذي قال أنكِ ملعونة
تلاشى خوفي وقتها و وجدتني اسأله عن سبب كلماته في تلك الليلة وكانت أجابته كخنجر شق قلبي
قال لي بأن تلك المرأة التي أقتربت منكِ يوم مولدك كانت عشيقة الملك قبل أن أتزوج به
أنجبت منه طفلة ولكنه تزوج بكِ بدلا عنها
توسلت إليه أن تعمل حتى كخادمة بقصره وتحت رجليه ولكن يعترف بأبنتهم ولا يتركها ولكنه رفض
وماتت الفتاة الرضيعة من شدة مرضها
وتحولت تلك المرأة لأمرأة مجنونة
لم تترك ساحرا ألا وذهبت إليه لتأخذ بأنتقامها منكم جميعا وكانت اللعنة بأن لا تعشقين اي رجل
والا يرى سُليمان سواكى رغما عنه وأن تزوجتم يموت بنفس الليلة وان رفضتي الزواج به تموتين أيضا
وأن تعيشين الجحيم علي الأرض
لم يكن بيدي سوى الفرار بكِ بعيدا عن القصر ولعناته……
#أين_أنا
_ضحى ربيع
رواية قطرات من الحب الفصل التاسع